إعتاد البغداديون ومعهم في ذلك أهل الاعظمية، ومنذ زمن بعيد ، على اقامة احتفالات يوم زكريا..
ويصادف يوم زكريا اول أحد من شهر شعبان من كل عام..
وعادة" ما تقيمه بعض العوائل البغدادية إيفاءا" بنذر حققه الله تعالى لهن...وعادة" ما يصاحبه صوم ذلك اليوم والذي يسمى (صوم زكريا)...وكما قال الله سبحانه:
بسم الله الرحمن الرحيم :{{يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له سميا*قال ربي أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراوقد بلغت من الكبر عتيا*قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك ولم تك شيئا*قال ربي اجعل لي آية قال ىيتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا}}صدق الله العظيم.
والتهيؤ ليوم زكريا يجري قبل مدة ...وتلاحظ اسواق مدينة الاعظمية ومحالها التجارية وهي تعرض مواد ومتطلبات ومستلزمات الاحتفال بهذا اليوم...وقد استمر هذا التقليد والى يومنا هذا..
تتم الاستعدادات بتهيئة ابريق صغير لكل ولد ووعاء لكل بنت...ويتم خياطة قطعة قماش خفيفة حول الابريق والوعاء...وكذلك تتم تهيئة صينية كبيرة وعدة صواني صغيرة مع الشموع ونشرات الزينة والقبعات والالعاب النارية..وفي مساء يوم زكريا يتم نصب الصينية الكبيرة في محل مناسب من الدار ..ويتم تثبيت الشموع عليها..
ومن الجدير بالذكر ان شمعة صاحب النذر تكون مميزة وكبيرة، وتوضع في مركز الصينية..وتوزع الاباريق والاوعية في الصينية وحولها...
وعادة" ما يكون بينها اوان صغيرة يحتوي كل اناء منها على نوع من الانواع التالية:
لهوم - وهو سمسم مسحوق ومخلوط بالسكر
مخلط - وهو خليط من الحمص وحب الرقي وحب الشجر المقلى والزبيب الاسود والملبس والحامض حلو واللوزينة والشوكولاتة وغيرها
الزردة والحليب -
اللبن-
الخضراوات - كالكراث والرشاد والكرفس
وقبيل وقت المغرب يتم ايقاد الشموع، ويهيأ للصائم فطوره الخاص..ويتناول الآخرون ما لذ وطاب من الاكلات كالبرياني والرز والمرق والدولمة والسمك والدجاج وغيرها..ويتبع ذلك تناول الحلويات والزردة والحليب.
وبعد الانتهاء من تناول الطعام ترسل كمية من محتويات الصينية الى الجيران..ومن تريد طلب نذر جديد فعليها ان توقد شمعة في صينية احد الاصدقاء وتطلب من الله تعالى ماتروم..فاذا تحقق ما ارادت وجب عليها القيام بما تم ذكره في كل اول أحد من شهر شعبان من كل سنة...في يوم زكريا..
ومن الجدير بالذكر ومما يلاحظه اهل الاعظمية ، ان ترتيبات واستعدادت الاحتفال بيوم زكريا تتواصل كل عام...وخاصة هذه السنة،رغم ما تمر به المنطقة بصورة خاصة والعراق عموما من ظروف امنية واقتصادية صعبة..الا ان ذلك لم يمنع اهل الاعظمية وعوائلها من الاستمرار في عاداتهم وتقاليدهم ونذورهم واحتفالاتهم، متحدين بذلك كل اشكال العنف والتخريب والتي تريد ايقاف الحياة وسير عجلتها..وموقع الاعظمية الاول يتمنى دوام الفرح والسلام على الاعظمية واهلها,,وفي ربوع عراقنا العزيز